حقوق وحريات ومجتمع مدني

بعد نصف قرن من خدمته العسكرية.. الجيش اليمني يسعى لإعادة سيف مجنداً مستجداً

المستقلة خاص ليمنات

يواجه سيف سعيد عبده حسن بعد أن بلغ الخامسة والثمانين من العمر، وبعد نحو خمسين عاماً من الخدمة العسكرية، مشكلة تصفير عداد هذه العقود الخمسة، وإعادته مجنداً جديداً، بدلاً عن تقاعده لتقدمه في العمر ولخدمته الطويلة على مدى نصف قرن هي عمر الثورة اليمنية..

انضم مساعد أول سيف في اغسطس 1962م، إلى سلاح المدرعات، ودرس فرقة عربة مدرعات في مدرسة المدرعات بين 63- 64م، وفرقة أساسية مدرعات عام 1964م، سواقة دبابة، وسائقاً لدبابة، وله مواقف شجاعة في ترسيخ النظام الجمهوري حسب تأكيد مدرسة المدرعات التي كان أحد خريجي دفعتها الأولى، وظل راتبه جارياً طيلة خدمته العسكرية، وفي شهر سبتمبر الماضي 2012م، تم إيقاف راتبه، وعند قيامه بالمراجعة لمعرفة السبب تبين له أن ذلك يعود لإجراءات الهيكلة وللتأكد من وجوده في الخدمة، ليتم إطلاق راتبه بعد ذلك ولكن عبر البريد حيث قام باستلامه من أحد مكاتب البريد، وفي وقت لاحق فقد بطاقته العسكرية، وكما هو متعارف عليه، ذهب إلى ادارة شؤون الافراد لاستخراج بطاقة بدل فاقد، ليتفاجأ بهم يقولون أنه لا يوجد معه ملف لديهم.. فتساءل مستغرباً.. كيف ما فيش ملف وأنا أخدم خمسين سنة، طيب كيف الحل.. أيش أسوي؟! حينها سلمه المسؤولون استمارة طلب تطوع في الخدمة الأساسية للقوات المسلحة وكأنه مجنداً مستجداً، وكأن خدمة خمسين عاماً تحولت إلى سراب ولا وجود لها..

يرغب سيف بالتقاعد بعد أن أصبح شيخاً عجوزاً، والمسؤولين في الجيش يريدون القضاء على خدمته العسكرية، وإعادته إلى الخدمة من جديد وكأنه شاباً في مقتبل العمر، فلصالح من كل هذه الأساليب غير المعروفة والغريبة، ومن المستفيد من مصادرة سنوات خدمة هذا الرحل المسن، بعد أن عاش عمره في خدمة بلاده، متحملاً كل المتاعب والمشقة.

يناشد سيف رئيس الجمهورية ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان، وكل من يعنيه الأمر التحقيق في هذه القضية الغريبة، والعمل من أجل إعادة راتبه في أسرع وقت لأنه مصدر عيشه الرسمي، وكشف من يقف وراء المشكلة التي وقع فيها.

زر الذهاب إلى الأعلى